الجزء الثاني : " مياه تهدر وتلوث وتقتل "
كما يوجد من يحافظ علي المياه وجودتها ، هناك من لا يهتم بذلك ولا بحياة الإنسن قدر اهتمامه بالمادة والاقتصاد ، ولا يكتفى هذا النوع بإهداره للمياه بل يقضى على جودتها ويحولها من نقيض الى نقيض يحولها من مصدر للحيلة لمصدر للقتل وذلك النوع هو القطاع الصناعى سواء بالقاء مخلفاته فى مصادر المياه او بسبب تلوث الجو الذى يندمج مع مياه الامطار عند سقوطها مما يجعلها سموم ورصاصات تنزل من السماء لتدمر الكائنات الحية وتلوث المياه ( الامطار الحمضية )
اولا : القاء مخلفات الصرف الصناعى
انتشر ذلك السلوك مع بدأ الثورة الصناعية خلال القرن الماضى ،وهو القاء مخلفات الصرف الصناعى فى مصادر المياه المتعددة سواء انهار او بحيرات او محيطات دون معالجة مياه الصرف هذه وقد زاد هذا السلوك بصورة كبيرة فى السنوات الماضية ففى عام 2000زاد معدل تصريف مياه الفضلات الصناعية الى حوالى 6000كم /3 سنويا اى ما يكفى لتلويث 38000كم /3 من المياه العذبة فى البحيرات والانهار سنويا .
- اثرها على مصادر المياه المختلفة :
1- تفقد المياه حيويتها بدرجة تصل إلى انعدام الأكسجين الذائب بها، الأمر الذي يؤدى إلى تدهور بيئة تكاثر الأحياء الدقيقة التي تقوم بعمليات التمثيل للمواد العضوية الخارجة مع المخلفات الصناعية من ثَّم تنشط البكتريا اللاهوائية فيحدث التخمر بل وتتعفن المياه
2- تكتسب المياه مقومات البيئة الخصبة لتكاثر الأحياء الميكروبية، التى قد تؤدى إلى نقل الميكروبات المعوية المعدية فى حالة وصولها إلى طعام الإنسان سواء بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر
3- - تظهر التفاعلات والغازات المختزلة مثل كبرتيتد الأيدروجين والميثان وغيرها من الغازات السامة أو القابلة للاشتعال
4- تسرب المواد الملوثة والمعادن الثقيلة إلى المياه الجوفية، التى تعتبر مصدراً هاماً من مصادر مياه الشرب للكثير
5-تتكون طبقة كثيفة من الشحوم فوق مياه المصارف مما يحجب رؤية جريان المياه.
أثرها على الإنسان والكائنات الحية الأخرى
1-تسبب أمراض عديدة للإنسان ( الالتهاب الكبدي الوبائي _ الكوليرا _ التهاب الجلد _ النزلات المعوية
2- تقليل جودة الماء اللازمة لحياة الإنسان والكائنات الأخرى
3-القضاء على الثروة السمكية
4- هجرة طيور كثيرة نافعة
5- الإضرار بالشعاب المرجانية التي تعتبر مصدرا للسياحة .
هكذا تفعل مخلفات الصرف الصناعي بالمياه والإنسان والكائنات الحية الأخرى على الرغم انه يمكن معالجة هذه المياه ومخلفاتها والاستفادة منها وإعادة استعمالها مما يضمن الحفاظ ع المياه والكائنات الحية
ثانيا :الأمطار الحمضية
كلنا نعرف أن المطر ينزل من السماء خالياً من الشوائب ، لكن في أثناء نزوله تعلق به ملوثات الجو الخارجة من المصانع والتي منها: اكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت وذرات التراب فتذوب هذه المكونات مع مياه الأمطار وتجتمع وتصبح عبارة عن سمو وقد لوحظ مثل هذه الظاهرة في بعض الأنهار الأوروبية التي تتساقط عليها الأمطار الحمضية بشكل دوري.
ومن أمثلة ذلك نهر" توفدال" بالنرويج وقد اشتهر هذا النهر بهجرة اسماك السلمون إليه في موسم معين من كل عام
ومن أمثلة ذلك أيضاً ولاية نيويورك كان بها عام1930 نحو 8 بحيرات تقل حموضتها عن 5 ووصل عدد هذه البحيرات في عام 1974 إلى نحو 109 بحيرات م تسقط على الأرض تقضى على كل شئ وتلوث كل شئ من تربة ومياه ونبات ، ويعتبر المطر حمضياً إذا أصبحت درجة حموضته دون الأس الهيدروجيني 5,6 . وتعتبر المناطق الصناعية التي ترتفع بها درجة الرطوبة من أكثر المناطق عرضة للتلوث بالأمطار الحمضية.
ومن أمثلة ذلك نهر" توفدال" بالنرويج وقد اشتهر هذا النهر بهجرة اسماك السلمون إليه في موسم معين من كل عام
ومن أمثلة ذلك أيضاً ولاية نيويورك كان بها عام1930 نحو 8 بحيرات تقل حموضتها عن 5 ووصل عدد هذه البحيرات في عام 1974 إلى نحو 109 بحيرات م تسقط على الأرض تقضى على كل شئ وتلوث كل شئ من تربة ومياه ونبات ، ويعتبر المطر حمضياً إذا أصبحت درجة حموضته دون الأس الهيدروجيني 5,6 . وتعتبر المناطق الصناعية التي ترتفع بها درجة الرطوبة من أكثر المناطق عرضة للتلوث بالأمطار الحمضية.
وتأتى خطورة الأمطار الحمضية أنها لا تأثر فقط على المكان التي تسقط فيه حيث ولا يقتصر التوزيع الجغرافي للأمطار على البلاد الصناعية، إذ يمكن أن تنتقل الغيوم لمسافات بعيدة عن مصادر التلوث الصناعي، فتهطل أمطارا حمضية على مناطق لا علاقة لها بمصدر التلوث،أيضا حموضة مياه الأمطار تزداد مع مرور الزمن ما جاء في كتاب "التلوث مشكلة العصر" تشير الدراسات إلى أن حموضة الأمطار التي سقطت فوق السويد عام 1982 كانت أعلى بعشر مرات من حموضة الأمطار التي سقطت عام 1969.
أثارها
أولا: على مصادر المياه
1-يقضى على جودة المياه ويجعلها غير صالحة للاستخدام البشرى
2- يزيد من حمضية مياه الينابيع والبحيرات (عدد البحيرات التي كانت حموضتها أقل من 5 درجات في أميركا في النصف الأول من هذا القرن كان 8 بحيرات فقط، وأصبح الآن 109 بحيرات، كما أحصي في منطقة أونتاريو في كندا، أكثر من ألفى بحيرة حموضة مياهها اقل من 5 درجات، وفي السويد أكثر من 20% من البحيرات تعاني من ارتفاع الحموضة، وبالتالي الخلل البيئي واضطراب الحياة فيها
3- يقضى على الأحياء البحرية الموجودة في هذه المياه
ثانيا على النبات والتربة والغابات
1- تؤثر الأمطار الحمضية في النباتات الاقتصادية ذات المحاصيل الموسمية وفي الغابات الصنوبرية( معظم الغابات في شرقي الولايات المتحدة الأميركية، تتأثر بالأمطار الحمضية، لدرجة أن أطلق عـلى هذه الحالة اسم "فالدشترين" وتعني موت الغابة.
2- انخفاض معدل التمثيل الضوئي في النبات الأخضر
3- تجرد الأشجار من أوراقها، وتحدث خللا في التوازن الشاردي في التربة
4- تجعل الامتصاص يضطرب في الجذور، والنتيجة تؤدي لحدوث خسارة كبيرة في المحاصيل وعلى سبيل المثال: فقد بلغت نسبة الأضرار في الأوراق بصورة ملحوظة 34% في السبعينيات والى 50% عام 1985.
5- أكثر الأشجار تأثرا بالأمطار الحمضية هي الصنوبريات في المرتفعات الشاهقة.. نظرا لسقوط أوراقها قبل أوانها مما يفقد الأخشاب جودتها، وبذلك تؤدي إلى خسارة اقتصادية في تدمير الغابات وتدهورها.
6- انخفاض نشاط البكتيريا المثبتة للنيتروجين في التربة .
7- انخفاض معدل تفكك الأداة العضوية، مما أدى إلى سماكة طبقة البقايا النباتية إلى الحد الذي أصبحت فيه تعوق نفاذ الماء إلى داخل التربة والى عدم تمكن البذور من الإنبات، وقد أدت هذه التأثيرات إلى انخفاض إنتاجية الغابات.
ثالثا :على الإنسان
2- عندما يصبح الماء أكثر حمضية ويتفاعل مع الرصاص والنحاس ممكن أن يحول شعر الإنسان إلي اللون الأخضر كما حدث في السويد
3- يسبب الإسهال للكبار والصغار
4- يدمر الكلى والكبد .
رابعا :أثار أخرى
1- حدوث ظاهرة الانقلاب الحراري، كما حدث في مدينة لندن عام 1952 عندما خيم الضباب الدخاني لمدة ثلاثة أيام، مات بسببه 4000 شخص، وكذلك ما حدث في أنقرة وأثينا.
2- تحدث أضرار ببعض أنواع البنايات والآثار التاريخية والتماثيل. هذا يحدث عندما يتفاعل حمض الكبريتيك في تلك الأمطار مع مركبات الكالسيوم في الحجارة.
علاج المشكلة
هناك علاجان
الأول: علاج مكلف ومتكرر، نظرا لتكرار سقوط الأمطار الحمضية، وهذه الطريقة تتمثل في معادلة الأنهار والبحيرات الحمضية والأراضي الزراعية بمواد قلوية تتعادل مع المياه الحمضية وتقلل أخطارها .
والثاني: علاج دائم ويتمثل بتنقية الملوثات قبل أن تنتشر في الغلاف الهوائي. و لذلك يجب أن لا تكون النظرة إلى البيئة نظرة مجردة، كالنظرات إلى مواضيع أخرى عديدة سياسية واقتصادية وثقافية على صعيد الشعوب والدول. وأن المطلوب من أجل ذلك يتمثل في إيجاد نظام متطور للرقابة البيئية، حيث أن النظام المتكامل للرقابة البيئية ضروري لرؤية ومتابعة خلفية ونشاط جمع العناصر الملوثة للوسط الطبيعي، نتيجة للتقدم التكنولوجي.
من الحلول التي بدأت بعض الدول المتقدمة صناعيا بتطبيقها للتخفيف من مخاطر الأمطار الحمضية:
1- إستخدام الفحم ذي المحتوى الكبريتي المنخفض.
2- تخليص الفحم من معظم الملوثات الحمضية أثناء الاحتراق
4-طلاء المنشآت بأنواع مستحدثة من الطلاء لحمايتها من الآثار الضارة لسقوط الأمطار الحمضية.
وهكذا رأينا كيف بأ يدينا أن نحافظ على الماء ونرشدها ونستعملها في جميع مجالات حياتنا وفى علاج أمراضنا وجعله كما كان " مصدر و أصل للحياة " ، أو نهدر المياه ونلوث بيئتنا ونقضى على أنفسنا ونحول المياه إلي سم يدمر حياتنا فالقرار بأيدينا فماذا نختار الترشيد والحياة أو الهدر والموت ؟!